علي معالي (دبي)

يرى جاسم الهويدي، نجم الكرة الكويتية الأسبق، أن فرصة المنتخب الإماراتي للفوز بكأس أمم آسيا متاحة بشكل كبير، مبرراً ذلك بأن المستويات المتواجدة في أمم آسيا 2019 حالياً متقاربة للغاية، ومع دور الثمانية لم يتم حتى الآن ترشيح منتخب بعينه للفوز باللقب.
ويعتبر جاسم الهويدي من الهدافين العرب الكبار في أمم آسيا، حيث شارك في بطولتي 1996، و2000، وسجل خلالهما 8 أهداف متساوياً مع علي مبخوت، والذي تنتظره مباراة اليوم لكي يتخطى رقم الهويدي ومعه العراقي يونس محمود، واستطاع الهويدي أن يقود منتخب بلاده للمركز الرابع في نسخة 1996.
وجه الهويدي عدة رسائل مهمة إلى منتخبنا قبل مباراة الليلة، خاصة إلى قائد خط الهجوم علي مبخوت قائلاً: «أهنئ المنتخب الإماراتي على التأهل لهذا الدور وإلى وصول علي مبخوت قائد الهجوم إلى الهدف رقم 8 آسيوياً، وهو ما يؤكد قدراته في الخط الهجومي للأبيض».
وأضاف: «أتمنى اعتباراً من مباراة اليوم ألا يركز علي مبخوت في الحصول على لقب شخصي، بقدر الاهتمام بأن نجد الأبيض بطلاً لكأس آسيا، لأنني أرى أنها فرصة كبيرة أمام هذا الجيل ليكون له السبق فيما لم يحققه أي جيل سابق على مستوى أمم آسيا، وأرى أنه من الأجمل أن يحصل منتخب الإمارات على بطولة آسيا بدلاً من أن يحصل مبخوت على لقب شخصي، وأجزم بأن اللاعب يفكر في ذلك جيداً، فمصلحة الوطن في المقام الأول».
وعن تنظيم البطولة قال: «الإمارات لها تاريخ كبير في استضافة الأحداث الكبيرة، والدليل أنها في عام 1996 استضافت هذه النسخة التي تجري على أرضها حالياً، وتملك الكثير من الخبرات التنظيمية، سواء في كرة القدم أو الألعاب الأخرى، ودائماً يتم التنظيم على أعلى مستوى، ويبقى أن يتم تتويج التنظيم الرائع بلقب أروع للأبيض وهو ما نتمناه، حتى تكتمل فرحتنا جميعاً».
وزاد: «المستوى الفني ضعيف في البطولة، وهو ما ينطبق على جميع المنتخبات، سواء الجديدة أو تلك التي تملك تاريخاً كبيراً بالبطولة، والمتوجون بها كثير من قبل، أغلب المنتخبات ظهرت بمستوى أقل بكثير من المتوقع، نحن الآن في دور الثمانية ولم نجد رأياً يجزم بفوز منتخب ما باللقب، وبالتالي أنا أطالب لاعبي الإمارات بانتهاز هذه الفرصة وأن يتأهلوا للمربع الذهبي، أملاً في الحصول على اللقب الذي أعتبره ليس ببعيد عن الإمارات للتقارب الكبير في مستوى المنتخبات التي تأهلت، وأن هذا الحلم ليس ببعيد عن هذا الجيل من اللاعبين في حال التركيز الكامل وأخذ كل مباراة على حدة».
وقال: «كنت أطمح عندما كنت في الملاعب أن أصل إلى 14 هدفاً مثل علي دائي، لكن مشاركاتنا تراجعت وتم استبعادنا من أكثر من بطولة، حتى اللاعبون الذين جاؤوا بعدي تم حرمانهم من أكثر من نسخة».
وتابع: «دول شرق آسيا بدأت تتفوق بشكل لافت للنظر، وهناك بلدان ظهرت فيها طفرة فنية وبدنية على أعلى مستوى، ومثلاً فيتنام كان مفاجأة لي، ونفس الشيء المنتخب الهندي، والمنتخبات التي كنا نقول عنها في الماضي إنها متواضعة كشرت عن أنيابها حالياً، وأصبحت يعمل لها ألف حساب، وهناك مجهود كبير يتم بذله في منتخبات شرق آسيا ويفكرون كثيراً ليس في آسيا، بل على مستوى كأس العالم مثل المنتخب الياباني».
وقال جاسم الهويدي: «المنتخبات العربية تحتاج إلى الفكر الاحترافي الكبير، وعلينا التفكير بشكل منطقي وعقلاني، ولم يعد الشعار والقميص هما الشغل الشاغل في منظومة الاحتراف، ولكن يجب البحث عما بعد الشعار والقميص وأقصد به العمل، والخطط والاستراتيجيات، وأن يتم جلب مدربين على مستوى عالٍ، وأن يتم العمل بخطط في المعسكرات وأن تلتقي فرقنا مع منتخبات كبيرة لتحقيق الاستفادة».
وزاد: «الشعارات والقميص أصبحت مستهلكة، وعلينا البحث باحترافية عن كيفية التطوير ولا نقف عند النقطة التي ما زلنا عندها منذ سنوات، وتحرمنا من التطوير، ولا بد من احتراف الإداري قبل اللاعب والمدرب، وتكون هناك استراتيجية واضحة وهادفة وأن تكون هناك محاسبات عند التقصير، ولا بد من تنفيذ خطط سريعة ومنظمة للحاق بركب اليابان وكوريا والصين وأستراليا، لأنهم يتقدمون بخططهم ونحن نتراجع بأفكارنا».
وأكد:«ما يوضح تفوق المنتخبات الأخرى على العرب هو العدد الحالي لمنتخباتنا العربية في دور الثمانية، حيث بدأنا البطولة بـ11 منتخباً لنصل إلى اثنين فقط، وهو أمر محزن للغاية».
وعن تواجد أستراليا يقول: «هذه القارة لم تفدنا في شيء، بل استفادت هي من تواجدها بين منتخبات قارة آسيا، حيث أصبح تأهلها مضموناً بشكل كبير لكأس العالم، بل وتوجت بلقب القارة وهي تستفيد من خلال وجود مجموعة كبيرة من لاعبيها محترفين في الدوريات الأوروبية».
وأضاف: «أتمنى من القائمين على الاتحاد الآسيوي أن يعود منتخب الكنجارو كما كان في السابق، لأن هناك اختلافاً كبيراً بينها وبين آسيا في الفكر والعقلية والبنية الجسمانية، وهو ما جعلها تستفيد كثيراً من تواجدها معنا، في المقابل تضررت منتخباتنا كثيراً، ومن المهم التفكير مرة أخرى في كيفية عودتها لبيتها القديم».